الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...
هذه رسالة إلى أهل التصوف في جميع مشارق الارض ومغاربها
على لسان شيخ الطريقة " النورانية المحمدية الربانية الإلهية "
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملئ السماوات وملئ الأرض وملئ مابينهما، و ملئ ما شئت مما شئت من شيء بعد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، أنت أهل الثناء وأهل المجد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، وأشهد أن لا إله إلا الله، شهادة مبرأة من الشك والتهم، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد سيد العرب والعجم، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته أفضل الأمم، وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد...
يقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿ و ألّو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا ﴾ وقوله تعالى: ﴿ لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ﴾ وقوله تعالى: ﴿ إن اللذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ﴾ يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل قال : ﴿ من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنّه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأنا أكْره مساءَتـَه ﴾
أيها المسلمون السائرون إلى الله عز وجل تحت راية الطرق الصوفية بجميع أسمائها ومشاربها، اعلموا،،، أنكم أنتم الظلة الواقية لهذه الأمة، إن صلحت.. صلحت الأمة، وإن فسدت... فسدت الأمة، فأنتم بمثابة القلب للجسد لهذه الأمة، بالله عليكم أين نحن من هذا المعنى الأصيل والجميل؟! هذا المعنى العالي، إذا نظرنا إلى حالة الأمة اليوم في بـُعدها عن الله عز وجل وعن سيرها على سنة النبي عليه الصلاة والسلام!
إنني شيخ الطريقة النورانية المحمدية الربانية الإلهية الشيخ حسن جميل الريماويأدعو جميع أهل التصوف في مشارق الأرض ومغاربها إلى العودة إلى كتاب الله عز وجل وسنة النبي عليه الصلاة والسلام وسنة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، وترك البدع والمنكرات الدخيلة على هذا العلم الشريف الذي أدى إلى رمي المسلمين لهذا العلم بالفسق والضلال إلا ما رحم ربي.
لماذا لا نرى ثمار علم التصوف في المسلمين؟! ذلك يدل على أن مسلك أهل التصوف اليوم انحرف عن الكتاب والسنة بسبب البدع والمنكرات والادعاءات التي دخلت فيه، لماذا لا نعود إلى التصوف الحق؟! المرضيِّ من قـِبَلْ الله عز وجل، كما كان النبي – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- و الصحابة والتابعين و تابعي التابعين و السادة الأكابر من أئمة هذا العلم الشريف رضي الله عنهم أجمعين. لماذا جعلنا أنفسنا أضحوكة و مهزلة بين المسلمين وحتى عند الكافرين؟!
فعلى الصادقين من أصحاب هذا العلم الشريف أن يجتمعوا مع بعضهم البعض لنشر وإعلاء هذا العلم الشريف، و لإيجاد الثمرة المباركة من أصحاب هذا العلم لتنهض به الأمة.
فإن هذه أمانة أقلـِّدها في عنق كل صادق، وأُشـْهـِدُ الله عز وجل أنني بريء من هذه المنكرات والبدع الدخيلة على هذا العلم الشريف، وأبريء هذا العلم منها.
بصفتي (شيخ الطريقة النورانية المحمدية الربانية الإلهية)... أنصح أهل التصوف بهذه النصائح التي لا أريد بها إلا وجه الله تعالى ومحبة النبي – صلى الله عليه و على آله وصحبه وسلم- و وفاءً لأسياد هذا العلم الشريف.
نصيحتي لمشايخ الطرق في مشارق الأرض ومغاربها ...
E أن يربـّوا أنفسهم ومريدينهم على الكتاب والسنة، ومراقبة المريدين مراقبة تامة لأنهم أمانة في أعناقكم تـُسألون عنها يوم القيامة.
E أن يدرسوا ويدرِّسوا علوم القرآن والحديث والفقه والسيرة النبوية الطاهرة.
E أن يدرسوا و يفهموا هذا العلم الشريف و معانيه العظيمة لكي ينهضوا به.
E أن يبحثوا بصدق و جد عن أهل الله عز وجل الصادقين من أئمة هذا العلم، اللذين عندهم القدرة على تربية المريدين وتزكيتهم حتى يرتقوا بأنفسهم وعقولهم وقلوبهم وأرواحهم إلى الله عز وجل.
E أن يجتمعوا على محاربة جميع البدع والمنكرات الدخيلة على هذا العلم حتى يميتوها فيشرق معنى التصوف الجميل في الكون فلا يعترض أو ينكر عليه أحد.
E ننصح بان تكون هناك زيارات ودّية بين أهل التصوف، وأن يطهِّروا قلوبهم من الأحقاد والضغائن على بعضهم البعض كما في قوله تعالى : ﴿ ربنا لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ﴾ فإن سلامة الصدور نور، وأن يكون لهم اجتماع شهريّ بين أهل التصوف في أي مكان يرونه مناسباً فيناقشون مسيرة أهل التصوف خلال هذا الشهر، ويجب أن يكون هذا إلزامياً، لأن كل من انتسب إلى هذا العلم الشريف وقع عليه إظهاره ونصرته.
E قوله تعالى : ﴿ وهو على جمـْعِهم إذا يشاء قدير ﴾ يا أهل التصوف في أرض الإسراء التي بارك الله عز وجل فيها، معراج حبيبه – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- إلى الله عز وجل، وإلى كل من تصل إليه هذه الرسالة في جميع بقاع الأرض، لما لا تكونوا أنتم القدوة الحسنة والنواة الطيبة لجمع شمل أهل التصوف في جميع بقاع الارض بصدق حالكم مع الله عز وجل و التزكية الصحيحة لكم، فتكونوا أنتم بمثابة الإمامة لأهل التصوف، فسارعوا إلى هذا الشرف العظيم الذي من اختصه الله عز وجل به فقد اختصه برحمة وعناية عظيمة. يقول النبي- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ﴿ الدال على الخير كفاعله ﴾ فكيف بمن يفعل الخير ويدلُّ عليه بحاله ومقاله! أيها الرافعون لأعلام الصفاء والولاية،،، انهضوا لرفع ونشر هذا العلم الشريف على أمة النبي سيدنا محمد – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- وليكون باباً عظيماً للدخول إلى الإسلام من غير المسلمين.
يتبع
عدل سابقا من قبل ابن الباسل في الثلاثاء مايو 13, 2008 7:18 pm عدل 1 مرات