الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...
تمهيــــــــــــــــــــــــد
الحمد لله الذي بكرمه تتم المكرمات،وبرحمته التي كتبها على نفسه تتنعم المخلوقات، وبفضله وجوده يتذوق حلاوة الإيمان المؤمنون والمؤمنات، ومن بحر نوره تستقي قلوب العارفين بالله والعارفات، ونشهد ويشهد معنا الموحّدون أن لا إله إلا الله وأن سيدنا ونبينا وحبيبنا وقرة أعيننا وثمرة فؤادنا ومهجة أرواحنا وعلة وجودنا سيدنا وحبيبنا رسول الله محمد بن عبد الله،أبا القاسم، من أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، كيف لا! وشاءت المشيئة الإلهية بمبعثه العظيم بذروة زمان الجهل، فنوّر بأنواره القدسية قلوبا عطشى وأرواحا حيارى،إذ أخرجهم من غياهب الظلم والظلمات إلى بحر الأمان، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين وتابعيهم إلى يوم الدين.
وبعد...
قال الله عز وجل في محكم تنزيله العزيز: { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِه ِوَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وإن كانوا مِن قبلُ لَفِي ضلالٍ مُبين} آل عمران/١٦٤وقال تعالى:{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَت ْلِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ } آل عمران/١١۰،انطلاقاً من هذه الآيات الكريمة تتجلى أمامنا عظمة الله عز وجل ورحمة الله عز وجل بالبشرية، إذ بعث إليهم سيّد الأولين والآخرين ليخرجهم من ظلمات أنفسهم إلى رحمة ربالعالمين، وليصحح مسار حياتهم التي يحيونها فيما بينهم ليُرفع بذلك الظلم المتجسدفي صور وأد البنات، وأكل الربا واستضعاف المستضعفين، وليكرمهم بتعاليم هذا الدين العظيم ليفيض عليهم من رحمات خالقهم، وليتم نعمته على المؤمنين وينتقي منهم قلوباخالصة مخلصة لربها، تتنور بنور الرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،ليسلك بها مسارا نورانياً عظيما لتصل إلى ربها ويباهي بها الملائكة، وتمت إرادة الله عز وجل بالفعل بذلك الزمان العظيم فخرج للدنيا من مدرسة سيدنا محمد صلى اللهعليه وسلم أسيادنا العظام، أصحاب القدر العلي أبا بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله تعالى عنهم أجمعين، وتربى على أيديهم وسلك طريقهم أناس عظام أصحاب قلوب ملأى بحب الله عز وجل والرسول عليه الصلاة والسلام، أمثال أسيادنا "الحسن البصري وسيدناالجنيد و أويس القرني" رضي الله تعالى عنهم، ولأن إرادة الله عز وجل اقتضت أن يبقىنور الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم دائما سرمدا أبدا في هذه الدنيا ساريا في هذه الأمة فقد تمت إرادة الله تعالى أن يتابع ويسلك نهج الأنبياء { الأولياء} أصحاب القلوب المستخلصة من الله تعالى ولله تعالى، قلوب تربت على أيدي الرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، حتى أصبحت صورة ثانية للرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ولأن كرم الله عز وجل عظيم فقد قدر الله الكريم أن لا يخلو زمان من هؤلاء الأولياء الملقى على عاتقهم نشر دين الله عز وجل وإصلاح أمرهذه الأمة المحمدية.
وصل اللهم بعظمة وكمال ذاتك على عظمة وكمال ذات سيدنامحمد ظاهرا وباطنا وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه وسلم
تسليما كثيرا
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
الحمدلله رب العالمين
يتبع بإذن الله تعالى...